mercredi 6 mars 2013

تعاقب الليل والنهار



بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هاهي الساعات تتسابق وتمر والأيام تطوى والأسابيع تمضي والشهور تنقضي ولا تفتر فتسارع في هدم أعمارنا وبلوغ آجالنا فيا ليت شعري من منا المحسن فنهنيه ومن المسيء فنعزيه ولي أيها الأحبة مع أُفول نجم عام وسطوع نجم عام آخر وقفات بسيطة ومعاني عظيمة في تعاقب الليل والنهار ودوران الزمن نعمة وعبرة فأما النعمة فجاء ذكرها في قوله تعالى "الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرالناس لايشكرون"وأما العبرة فجاء ذكرها في قوله تعالى"إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"إن في مرور الأيام تذكير بالآجال فكما أن العام يبتدئ وينتهي فكذلك عمر الإنسان بل والدنيا كلها ابتدأت ويوماً ما سوف تنقضي أخي المسلم أختي المسلمة أرأيتم إلى هذه السنة كانت قبل وقتٍ قريب مبتدئة وهاهي تنتهي قد جفت أقلامها وطويت صحائفها ودونت أعمالها وهاهي السنة الجديدة تولد قد عُبئت أقلامها وجهزت صحائفها فيا ليت شعري هل ندرك أخرها أم كيف ستكون أعمالنا فيها ونهاية العام تذكرنا بنهاية الدنيا التي كتب الله عليها الفناء وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكير أصحابه بنهاية الدنيا قال إبن عمر رضي الله عنهما خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس على أطراف السعف فقال"مابقي من الدنيا إلا كما بقي من يومنا فيما مضى فيه"في إقبال عام وإدبار آخر فرح وحزن فنفرح بما عملنا في العام الماضي من خيرات وما سابقنا فيه من صالحات وما زرعنا فيه من حسنات نرجو ثوابها من الله الكريم المنان ويقابل ذلك أننا نحزن على تفريطنا في إكتساب المزيد من الحسنات والوقوع في بعض المحرمات والمكروهات وكل هذه المشاعر تقودنا إلى صدق التوجه إلى الله تعالى بتوبةٍ نصوحٍ صادقة وسلوك الصراط المستقيم والإنضمام إلى ركب المتقين الصادقين يخالط هذا وذاك إعتبار وتفكر في صروف الدهر وتقلب الليالي والأيام ومُضي الأقدار بما كان ومباغتة المنايا للإنسان بمثل هذه المشاعر والأحاسيس يختم المؤمنون الصادقون ذوو الغايات النبيلة والنفوس السامية والهمم العالية عاماً مضى ويستقبلون عاماً قد حل وأما اللاهون العابثون الغافلون فيأكلون وينامون ويعبثون ولا يتعظون ولا هم لهم ولا هدف إلا إشباع شهواتهم وإرواء نزواتهم.كان سلف الأمة رحمهم الله لا يندمون على دنيا مولية ولا لذة فانية ولا منصبٍ زائل ولا شهره كاذبة وإنما كان ندمهم على ساعةٍ مرت لم يشغلوها بعملٍ صالح كان إبن مسعود رضي الله عنه يقول ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي وكان أبوبكر بن عياش رحمه الله يقول إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومه يقول إنا لله ذهب درهمي ولا يقول ذهب يومي وما عملت فيه وكان مفضل بن يونس إذا جاء الليل قال ذهب من عمري يوم كامل فإذا أصبح قال ذهبت ليلة كاملة من عمري فلما أحتضر بكى وقال قد كنت أعلم أن لي من كركما علي يوما شديداً كربه شديداً غصصه شديداً غمه فلا إله إلا الذي قضى الموت على خلقه وجعله عدلا بين عباده ثم جعل يقرأ قوله تعالى" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور"ثم تنفس ومات رحمه الله وقال مفضل بن يونس رأيت محمد بن النضر يوماً كئيباً حزيناً فقلت ما شأنك وما أمرك فقال مضت الليلة من عمري ولم أكتسب فيها لنفسي شيئاً ويمضي اليوم أيضاً ولا أراني أكتسب فيه شيئا فإنا لله وإنا إليه راجعون.فسلف الأمة مع ماهم عليه من اجتهاد في العمل إلا أنهم كانوا يتهمون أنفسهم بالتقصير دائما قال ابن القيم ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل بين التفريط والأمن فهم يعلمون أن عاقبة التفريط لا تورث إلا الحسرة والندامة






juhrf hggdg ,hgkihv







via منتديات دريكيمو نات DRIKIMO.NET http://www.drikimo.net/showthread.php?t=10009&goto=newpost

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire