mardi 24 décembre 2013

من انجاز الأستاذ فيصل خضر – معهد مكثر – جميع الحقوق محفوظة ® من الكوجيطو الديكارتي إلي الإنسان الأرقى النيتشوي ٍالأبعاد و المخاطر







الجمهورية التونسية - وزارة التربية

المندوبية الجهوية بسليانة: معهد مكثر

مشروع مقال فلسفي




مشروع مداخلة عنوانها : من الكوجيطو الديكارتي إلي الإنسان الأرقى النيتشوي ٍ


الأبعاد و المخاطر

الأستاذ فيصل خضر – معهد مكثر



المحتوى

خاتمة

** سنطوي من خلالها صفحة القبول الهادئ و التجرؤ على المساءلة ...


1- الكوجيطو بين المساءلة و الاعتراف .

2 – "الغزل " النيتشوي بين الحلاوة و المرارة.

فاتحة.

** نبدأ من خلالها فهما جديدا لذواتنا و نختار لها موقعا في العالم ...


سقطت آخر جدران الحياء

و فرحنا ... و رقصنا ....

و تباركنا بتوقيع سلام الجبناء

لم يعد يرعبنا ... شيء

و لا يخجلنا شيء ...

فقد يبست فينا عروق الكبرياء

نزار قباني – المهرولون





** خاتمة :


رغم القيمة الفلسفية و الفكرية للتصور الديكارتي للماهية الإنسانية – باعتباره موقفا ثوريا أعاد الاعتبار للإنسان من خلال تحويل وجهة السؤال القديم ما الوجود ؟ الذي استعاض عنه بسؤال ما الإنسان ؟ و رغم ثورية الفلسفة النيشوية التي أعلنت على لسان "زراديشت" تحطيم ألواح الوصايا و هيئت الأرض لولادة الإنسان الأرقى من خلال الكشف عن سر التكامل بين الذات و الحكمة إلا أن هذه المواقف تمارس استعلاءا و تعاليا و استبعادا للإنسان و إحلالا لمفهوم "الطبقة" محل المجتمع و العرق محل االنوع و الواحد محل الكثرة و المتجانس محل المتعدد و المثالي محل الواقعي . فهذه المواقف رغم ثوريتها الابستمولوجية التي تتنزل في إطار فكري – معرفي لكنها لا تخلوا من خفايا إيديولوجية – تستبعد الإنسان و تستعبده.

فما هي الدلالات المحتجبة عن الأنظار و الأفكار في مقولتي "الكوجيطو" و "السوبرمان "؟ و ما هي تبريرات هذا الانحراف الفكري و الذي يبدو في سطحيته نزيها و فريدا و في عمقه دمويا عدائيا ؟ و كيف ساهم كل من "الكوجيطو الديكارتي" و "السوبرمان النيشوي" في تبديد العلاقات الإنسانية و العبث بها و تكريس عقلانية الهيمنة و إرادة الغلبة ؟ و كيف مهدت هذه المفاهيم و هذه المقولات لظهور العولمة globalisation في هيئتها الثقافية الحضارية الغاصبة , المشوهة للوجه الإنساني ؟

الكوجيطو بين المساءلة و الاعتراف :

إذا كانت الديكارتية – فاتحة لإعلان التعالي و التسامي و الاصطفاء التي أثارتها من خلال فكرة الكوجيطو " أنا أفكر أنا موجود " و التي استبعدت من دائرة تفكيرها و وجودها العالم و الأشياء

و الأشخاص – و في هذا الاستبعاد إعلان ضمني عن "النهايات" نهاية العالم و ما يحتويه باعتبار أن الإقصاء الذي مارسته الديكارتية على العالم هو إحلال لمفهوم الجوهر أو العلة الأولى أو المحرك الذي لا يتحرك كلها استعارات تدور في فلك الفلسفة القديمة أولا ( أفلاطون / أرسطو ) و ثانيا تحمل في ثناياها

فكرة الاكتمال الذي هو في نهاية الأمر انغلاق و اصطفاء و هو ما يظهر من خلال المدينة النموذج او "الجمهورية" التي تقوم بالأساس على إستراتيجية اقصائية ( لا يدخلن علينا إلا من كان هندسيا ) « nul n’entre que géomètre ». و في هذه الدعوة نلمس ضربا من الاستعلاء و المكابرة و الانعزال الذي يصل إلي حد "التصوف " و المقصود هنا ليس التصوف بالمعنى الديني – بل هو تصوف بالمعنى الإيديولوجي للكلمة و هو ليس تصوف الحكمة و المعرفة – بل هو تصوف و تزهد و شح "الطبقة " و من هنا نتبين أن الديكارتية هي الوريثة الشرعية – لمعاني "الروح" ? "النفس" ? "المحرك" ? "الجوهر "- رغم ما أعلنته من حداثة و خروج عن المسار القديم – و يمكن ان نقارب بين "الجمهورية" لأفلاطون و ما تقوم عليه من قيم المفاضلة و الإقصاء و التهميش – حيث تستبعد كل غريب – و تنزله منزلة العبد أو البربري و " الأنا" الديكارتي الذي ورث كل صفاته النرجسية و الارستقراطية و النبيلة من الأفلاطونية – لتحمل هذه الفلسفة في ثناياها فكرة النسق المغلق و الخاوي فهو لا يستمد قيمته إلا من ذاته الخاوية التي تشكو جوعا انطولوجيا و معرفيا و بالتالي جوعا قيميا? يقول ديكارت :" إني لا أستطيع أن اجعل أناسا يرون ما في داخل مكتبيتي في حين يرفضون الدخول إليها و النظر إلي ما فيها "¹

إن رفض ديكارت للغيرية ? أو رفض الغيرية له و رفض التطلع إلي أفكاره و الدخول إلي عالمه و الاقامه حيث يقيم – هو علامة على توتر العلاقة بين "الأنا و الغير ". إن هذا الرفض في تصوري – هو موقف مؤسس و مبرر? إذ متى يرفض الآخرون ملاقاتنا و الدخول في عالمنا ؟ متى يعزلنا الآخرون و يمارسون علينا رفضا مقيتا ؟

إن التسامي و النرجسية و الانانة هي أسباب مباشرة لهذا الرفض – باعتبار أن الذات الديكارتية فشلت في إقامة علاقات بالمعنى الإنساني مع الآخرين و التي تتمحور حول المحبة و الإيثار و التواصل و التكافؤ

و المساواة و الاختلاف – و تغيب عن هذه الذات المتشبعة بالروح الارستقراطية التي ورثتها عن الأفلاطونية قيم الضيافة أي استضافة الآخر و استدعائه للإقامة في عالم الذات.

يتخلل "الفكر" الديكارتي "نزوعا صاديا" Sadisme في علاقته بالا غيار – و الصادية هي نوع من العنف الظاهر و ضرب من العنف المتحجب و الذي يكون في هيئة امتلاك و استخدام للآخر في نفس الوقت . و نتمثل ذلك من خلال الإحالة اللغوية "إني لا أستطيع" .

نجح ديكارت في امتهان التفلسف و التفكير ? و نجح في البرهنة و الاستدلال و كل فنون التفكير ? لكنه فشل فشلا ذريعا في المستوى الإنساني ? المستوى ألعلائقي و التواصلي مع الآخرين . و هو ما تجسده فكرة الكوجيطو.

إن رفض الآخرين "أناس" هو في جوهره عدم اعتراف , و بالتالي فشل ديكارت في انتزاع اعتراف الآخرين بأنه ذات ’ لذلك عمد إلي رفضهم تهميشهم و استبعادهم و اقصائهم و بناء الكوجيطو على فكرة الأنا الوحدي تلك الأنا المزهوة بذاتها و التي تغازل الغرور و الكبرياء.

* إن الرفض في الفلسفة الديكارتية – بين "الاِنية و الغيرية " هو رفض متبادل و سلبي فالعلاقة الصراعية غير معلنة في الفلسفة الديكارتية , و ربما يعود ذلك إلي قمة التزمت و الاستعلاء الديكارتي( الطبقة ) , و الذي يمكن أن نصفه بالتزمت الارستقراطي أو البورجوازي أو البيروقراطي و الذي لا يتواضع حتى يعلن علاقته الصراعية مع "أغيار" يتنزلون منزلة العبيد أو الاقنان أو البلورتاليا و حتى العوام.

ومن هذا المنطلق نكتشف الإيديولوجية التي يتخفى وراءها "الكوجيطو "– و هي ليست بايدولوجيا فكرية وليست كذلك بايدولوجيا دينية و هي ليست ايدولوجيا سياسية رافقت الإنسان منذ نظام القبيلة وصولا إلي نظام المدينة أو الدولة , بل هي هذا الكل المجتمع في "أنا " تمارس التعالي و النفور من عالمها الإنساني .

أن هذا الكره الذي يحرك الكوجيطو – هو علامة على عجزه و فشله في اقتحام العالم الإنساني – حيث الكثرة وحيث الوجود المشترك.و يعرف فؤاد كامل الكره في كتابه "الغير في فلسفة سارتر" بقوله :"الكراهية هي أن تصبح كراهية للآخرين جميعا , في شخص واحد فحسب و كان ذلك الشخص يمثل و يرمز إلي الآخرين جميعا". ³

من خلال فكرة الكوجيطو أو الأنا المتعالية ? المكتفية بذاتها نتبين تورط الديكارتية ? في التبرير لحالة القطيعة بين الأنا و الآخر ورفض المغاير و الشعور ازائه باللامبالاة . و هذه القطيعة التي تتنزل في مستوى الفكر – تحمل بين ثناياها مشروع قطيعة ثقافية وحضارية . بين المسيحية و الإسلام بين الغرب البرجوازي و البرابرة المتوحشون , لتكون إيذانا بالعدوانية و المفاضلات العرقية والثقافية .

إذ رغم استفادة ديكارت من "علم الجبر" الا انه يعلن صراحة في كتابه مقالة في المنهج , عدم اعترافه و إقصائه للمنابع الثقافية لهذا العلم (منابع عربية ) حيث يقول :" الجبر هذه الكلمة اللقيطة ...Algèbre ce mot battard ".

إن ما يكشف عليه هذا التشريح لبنية الكوجيطو الديكارتي – مرضا بورجوازيا يحوي تشريعا لبربرية عقلانية لا ترقى لمستوى الايتيقي الذي ينشد" حكمة العيش معا" و التي تنبني على علاقات إنسانية قوامها التواصل على أسس ايتيقية ( التسامح / التبادل / التعاطف / التعايش ) لا على أسس برغماتية تحول من التواصل أداة للابتزاز و الاستغلال.و هو واقع الدول الغربية في علاقتها بثقافات الشعوب الاخرى من دين و لغة و ثقافة.

نخلص إلي القول ونعيد ما قاله سقراط للعالم الرياضي "تيتاتيوس": " لن تتجرا على القول أن المزدوج مفرد حتى و لا في المنام ... و إذا كنا أصحاء أو مجانين فهل نستطيع أن نقنع أنفسنا بان الاثنين واحد ".

2 – "الغزل " النيتشوي بين الحلاوة و المرارة.

رغم ما تتصف به الأفكار النيتشوية من ثورية غازلت الوجدان الإنساني و ايقضت حماسته و حفزت إرادته بلغة شاعرية تفيض معان و سحرا و اقتدارا– و كشفت عن حدود العقل و حاكمته من خلال بيان ارتباطه الوثيق بنشر وعي زائف و قطيعي - يسعى من خلاله الأفراد للتملق و الخداع والمماطلة , فهذا الفكر كشف عن الوجه الاداتي للعقل الذي يظهر كقناع من خلاله نخفي الحقيقة لنظهر في مظهر يتعارض مع حقيقة الذات و عمقها إلا أن هذه القيمة التي لا يمكن أن ننكرها على الفلسفة النيتشوية , تتحجب هي الأخرى و تخفي معان تشكل خطرا محدقا بالإنسان , إذ تتورط النتشوية هي الأخرى , في رسم علاقة دموية , علاقة الصراع و الحرب بين الأنا و الآخر خاصة في سياق كوني ,الذي هو فضاء التعدد و التنوع الديني و الثقافي و الحضاري .

إن علاقة الصراع و التوتر تنتصب في كتابات نيتشه من خلال عنف فكري يمارسه على الأنساق الفكرية القديمة ( الأفلاطونية ) لتتحول في ما بعد إلي أفكار تشرع إلي استباحة الآخر و تشريع الاعتداء عليه و نتبين ذلك من خلال قوله :" إن آخر ما يمكن أن يخطر لي أن اعد به هو إصلاح البشرية كما أنني لن أشيد أصناما جديدة , و ليعلم القدامى ما الذي يجلبه الانتصاب على قدمين من صلصال ".

و من هنا نستطيع أن نتبين مدى الحقد و الكره الذي يصل إلي حد التعصب و التزمت و تحول إلي ضرب من الكفر بكل التعاليم و كل القيم , الذي تترجمه اللغة و التي ليست إلا انعكاسا لفكر يترجم الأبعاد النفسية و الشخصية و الاجتماعية لنيتشه " الإنسان " , الذي يفيض احتقارا للمخالف و المختلف , فكرا أو إنسانا . و ربما يعود هذا الاحتقان إلي أبعاد نفسية تتعلق بالوضع الأسري الذي نشا فيه نيتشه و التربية القاسية التي تلقاها و الحرمان و كذلك إلي أبعاد عرقية عنصرية التي تتعلق بالعرق الآري.

يقول نيتشه في كتابه " هذا هو الإنسان": " إن المساواة مع العدو هي الشرط الأول لنزال شريف , و حيثما يوجد مجال للاحتقار لا يمكن للمرء إن يخوض حربا ".4

من خلال هذا الإعلان النيتشوي – يمكن أن نتبين معاني الإنسان الأرقى الذي تروم النيشوية تأصيله و التي تتعلق أساسا بمفاهيم أساسية هي "العداء" و "النزال" و "الاحتقار" و "الحرب " – إن هذا القاموس الحربي المؤسس على نزعات شريرة تهدد مطلب التواصل – و تبدد معنى التلاقي و التحاور و التعارف - تقدم "الآخر " كعدو . وهذه الأرضية التي تقوم على التوتر , و التي شرعت لها النيتشوية في مناسبات عدة تكشف عن حجم الخطر الذي يخطه الفكر النيتشوي في علاقة بمفهوم الإنسان . و ليس ازدراء النيشوية لمفاهيم الشفقة و التعاطف و الحب و الإيثار ’ إلا ازدراء للإنسان الضعيف الذي يصفه بأوصاف شتى " الرعاع " , "القطيع" ’ " الملوثين " و كل هذه الألفاظ تبين مدى الشح و البخل النيتشوي في سماحته و اعترافه بالآخر .

يقول " إننا لا نعد هنا مواطن للملوثين ... و كما الرياح العاتية نريد أن نحيا فوقهم ’ جيرانا للصقور ’ جيرانا للثلج ’ جيرانا للشمس : كذا تحيا الرياح العاتية " إن هذا العنف الذي تمارسه الكلمة و هذا التعالي النيشوي و هذه الجدلية التي تلد من رحم ثنائية الفوق و التحت و الأرقى و الملوث تكشف حجم العداء الذي تكنه النيتشوية إلي بعض الأجناس أو الأعراق الإنسانية – فالعاطفة النيشوية في غزلها هذا

و تغزلها بذاتها – وفي تعاليها و رقيها تمارس فعل الحضور من خلال انانة معتدة بذاتها ’ رافضة , مريدة و مهيمنة . و من هنا نتبين الروابط الحميمة بين الأنا الديكارتية و السوبرمان النيشوي و التي هي روابط تتأكد في التعالي و التسامي .

- فهرس المراجع :

- 1- ديكارت و العقلانية – ترجمة عبدة الحلو – منشورات عويدات ? بيروت باريس ? ص 22

- 2 - ديكارت و العقلانية – ترجمة عبدة الحلو – منشورات عويدات ? بيروت باريس ? ص 35

- 3 – فؤاد كامل – الغير في فلسفة سارتر – منشورات عويدات ? دار المعارف بمصر ? ص 67

- 4- نيتشه - هذا هو الإنسان – علي مصباح - منشورا ت الجمل.

- فهرس الأعلام :

- ديكارت :

- ولد ديكارت في 31 ما رس 1596 و كانت اسرته من طبقة النبلاء المتوسطين – إذ كان أبوه مستشارا في برلمان إقليم بريتينيا .

- نيتشه :


فيصل خضر

سليانة في 23/11/2009 الجمهورية التونسية
















lk hk[h. hgHsjh` tdwg oqv – lui] l;ev [ldu hgpr,r lpt,/m ® hg;,[d', hg]d;hvjd Ygd hgYkshk hgHvrn hgkdja,d ShgHfuh] , hgloh'v







via منتديات دريكيمو نات DRIKIMO.NET http://www.drikimo.net/showthread.php?t=11161&goto=newpost

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire