mardi 12 novembre 2013

أبو القاسم الشابي




أبو القاسم الشابي



1909 ـ 1934



المهندس جورج فارس رباحية




وُلِدَ أبو القاسم بن محمد الشابي يوم الأربعاء في 24/ شباط / 1909 في قرية الشابية قرب توزر ( وسط وغرب تونس ) ضمن عائلة تعشق العلم والأدب فوالده محمد من خرّيجي الأزهر بالقاهرة ومن جامع الزيتونة بتونس فبعد تخرّجه عُيّنَ في سلك القضاء قاضيا متنقّلاً من مدينة إلى أخرى التي مكّنتْ شاعرنا من التعرّف على معظم المدن التونسية حيث كان يُرافق والده في تنقلاته إلى أن التحق بالمدرسة الابتدائية فاقتصرت مرافقته لوالده أثناء العطل المدرسية فقط . وإنه تأثّر بثقافة والده حيث قال عنه : (( إنه أفهمني معاني الرحمة والحنان ، وعلّمني أن الحق خير ما في هذا العالم وأقدس ما في هذا الوجود )) . ولشدّة تأثره بوالده اقتصرت دراسته الابتدائية على اللغة العربية دون غيرها .

وقبل أن يُتِم الثانية عشرة من عمره أرسله والده إلى مدينة تونس عام 1920 لمتابعة دراسته الثانوية في جامع الزيتونة حيث كانت دراسته الأساسية " الفقه واللغة العربية " وحصل على الشهادة الثانوية عام 1927ثم التحق في مدرسة الحقوق التونسية وبدأ سنته الدراسية الجديدة ( 1928 ـ 1929 ) وكان يتردّد على المكتبات العامة لاسيما مكتبة الصادقيّة والمكتبة الخلدونية وكانت أهم مطالعاته : الأدب العربي القديم ـ الأدب العربي الحديث وأدب المهجر والمنشورات المصرية ـ الأدب الأوروبي من خلال الترجمات العربية والمؤلّفات المُعَرّبة . وفي أوقات فراغه كان يتردّد على المجالس الأدبية والحلقات الدراسية والمنتديات الفكرية . هذه المطالعات كوّنت لديه ثقافة عربية واسعة جمعت بين التراث العربي القديم في أزهى عصوره وبين روائع الأدب الحديث بمصر وسورية ولبنان والعراق والمهجر ولم يكن يعرف لغة أجنبية ، فتمكن بفضل مطالعاته الواسعة من استيعاب ما تنشره المطابع العربية عن آداب الغرب وحضارته .

كان باكورة شِعره قصيدة ( ياحُب ) نظمها عام 1923 ثم توالت أشعاره تُنشَر في الصفحات الأدبية للصحف والمجلات لاسيما خلال عامي 1926 ـ 1927 . ثم ظهر شعره عام 1929 مجموعاً في المجلّد الأول من كتاب : ( الأدب التونسي في القرن الرابع عشر ) للأديب التونسي زين الدين العابدين السنوسي .

بعد هذا الظهور الرائع لأعماله فقد ألقى في شهر شباط عام 1929 في قاعة الخلدونية بتونس محاضرة مشهورة عن " الخيال الشعري عند العرب " استعرض فيها كل ما أنتجه العرب من الشِعر ، في مختلف الأزمنة وفي كل البلدان ، من القرن الخامس إلى العشرين ومن الجزيرة العربية إلى الأندلس وقد أثارت هذه المحاضرة بتونس والمشرق العربي سلسلة من ردود الفعل العنيفة ضده لما أظهر فيها الذوق والجرأة والطرافة في أسلوبه المميّز .

أقبل عليه صيف عام 1929بهموم جديدة فشعَر بمرض تضخّم القلب وبوفـاة والده يوم الأحد في 8/إيلول/1929 .

في بداية عام 1930 بدأ بكتابة مذكراته لكنه توقف للأسف بعد فترة قصيرة وأتم في تلك السنة دراسته في مدرسة الحقوق التونسية ، بالرغم من ازدياد مرضه ، كان يسهر على مصالح عائلته ويواصل إنتاجه بكتابة الشعر والنثر بالرغم من نصح الأطباء له بالتوقف عن ذلك .

لم يكن شاعرنا يغادر ( توزر) إلاّ في الصيف ويقصد مناطق الاصطياف الجبلية مثل ( عين دراهم ) شمال تونس عام 1932 و ( المشروحة ) في الجزائر عام 1933 وقد بدأ في صيف 1934 في جمع ديوانه ( أغاني الحياة ) فنسخه بنفسه بنيّة طبعه في مصر ، لكن أزماته النفسية والجسدية أعادته إلى صراعه المرهق والمؤلم مع المرض الذي أجبره للذهاب إلى تونس في 26/ آب / 1934 للمعالجة ودخل في 3/ تشرين أول / 1934 المستشفى الإيطالي صارع فيه المرض لمدة أسبوع إلى أن توفي يوم الثلاثاء في 9/تشرين أول/1934 ساعة الفجر . نُقِل َجثمانه إلى بلدة ( توزر) ودفن فيها .

كان أبو القاسم الشابي نحيف الجسم ، مديد القامة ، قوي البديهة ، سريع الانفعال ، حادّ الذهن ، يراه أصدقاؤه : بشوشاً ، كريماً ، وديعاً ، متأنّقاً ، طروباً لمجالس الأدب يحب الفكاهة الأدبية . كان محباً لبلاده صادق الوطنية يؤمن بأن لقادة الفكر رسالة إنسانية سليمة حاول جهده أن يحقّقها في أثناء حياته القصيرة قولاً وعملاً .

من مؤلّفــــاته :



ـ (الخيال الشعري عند العرب ) وكانت صفحة الإهداء لوالده .

ـ ديوان ( الينبوع ) : الذي أوكل صديقه الدكتور أحمد زكي بإصداره

ـ ديوان ( أغاني الحياة ) : منشورات دار الكتب الشرقية بتونس ، الطبعة الأولى

عام 1955 .

مقتطفــات من شِعــره :



1 ـ من قصيدة : ( إرادة الحياة ) :


إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة ***** فلا بُدَّ أن يستجيب القدرْ



ولا بُدَّ للّيـلِ أن ينجـــــــلي ***** ولا بُدَّ للقَيْـدِ أن ينكســِرْ



ومَن لم يُعانِقْه شوْق الحياة ***** تبخَّرَ في جوِّها ، واندثَرْ



فويـلٌ لمن لم تَشقهُ الحيــاةُ ***** من صفْعة العدَم المنتصِرْ



كذلك قالـت ليَ الكائنـــات ***** وحدَّثني روحها المُستترْ




2 ـ من قصيدة : ( الحُــب ) :


الحُبُّ شُعلة نورٍ ساحرٍ ، هبطتْ ***** من السـماء ، فكانتْ ســــاطعَ الفلَق ِ



يطوفُ في هذه الدنيـا ، فيجعلها ***** نجْماً ، جميلاً ،ضحوكاً ، جدَّ مؤتلق



لولاه ما سُمِعَتْ في الكونِ أغنيةٌ ***** ولا تـآلفَ في الدنيــــــــــا بَنُو أُفُــقِ




3 ـ من قصيدة : ( من أغاني الرُّعاة ) :


أقبلَ الصُّبْـحُ يُغَنِّي للحيـاة الناعسـهْ



والرُّبى تحلمُ في ظلِّ الغصون المائسهْ



والصَّبا تُرْقِص أوراقَ الزّهورِ اليابسهْ



وتَهادَى النُّورُ في تلك الفِجاجِ الدّامِسهْ




4 ـ من قصيدة : ( الطّفــولة ) :


للّــه ما أحلى الطّفولة ! إنها حلم الحيـــاة



عهدٌ كمعسول الرؤى ما بين أجنحة السّبات ...



ترنو إلى الدنيــا ، وما فيها بعيـن باســمةْ



وتسير في عدوات واديــها بنفس حالمـهْ ...




5 ـ من قصيدة : ( زوبعة في ظلام ) :


لو كانت الأيــام في قبضـــــتي ***** أذريتــها للريح ، مثل الرّمالْ



وقلت : (يا ريــح ، بها فاذهبي ***** وبَدِّديها في ســحيق الجبالْ )



( بل في فجاج الموت .. في عالَمٍ ***** لا يرقص النّور به والظِّـلالْ )




6 ـ من قصيدة : ( أغنية الأحزان ) :

غنَّني أنشودة الفجر الضَّحوكْ

أيـــها الصـــداحْ !

فلقد جرَّعني صـوت الظّلام

ألَماً علَّمني كـره الحيــاة

إن قلبي مَلَّ أصـداء النّواح

غنني ، يا صـــــاح !



3/3 /2009 المهندس جورج فارس رباحية





المصادر والمراجع :

ـ ديوان أغاني الحياة : أبو القاسم الشابي تونس 1955

ـ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973

ـ مواقع على الإنترنت






Hf, hgrhsl hgahfd







via منتديات دريكيمو نات DRIKIMO.NET http://www.drikimo.net/showthread.php?t=10821&goto=newpost

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire