مات على ركح المسرح كما تمنى
علي الرياحي الملقب بمطرب الخضراء هو فنان وملحن تونسي ولد يوم 30 مارس 1912 وتوفي يوم 27 مارس 1970 بالعاصمة.
عشق الموسيقى والغناء منذ الصغر وكان كلما جلس بين رفاقه يردد أنه يشتهي الموت على خشبة المسرح وكان له ما تمنّى حيث فارق الحياة على ركح المسرح البلدي بالعاصمة في آخر حفلاته الموسيقية.
علي الرياحي كان يجهل القراءة والكتابة وهو أمر لم يحل دونه ودون التلحين حيث كان اللحن يخرج من أعماقه ويدندن به ثم يقوم بتلحينه على آلة «الطار» لضبط ايقاعه. أمّا التدوين والترقيم الموسيقي فقد كان يقوم به مجموعة من الملحنين الذين آمنوا بموهبته أمثال أحمد القلعي ومحمد الزهروني ووناس كريم وعبد الحميد بلعلجية .
كان الراحل أول ملحن تونسي يمزج بين القالبين التونسي والشرقي، كما كان أول من أدخل الايقاع الافريقي على الألحان التونسية وذلك في أغنيته الشهيرة «حبيبتي الزنجية» التي كتب كلماتها نور الدين صمود.
في سنة 1945 قام علي الرياحي بجولة فنية في الجزائر حيث سجل عديد الأغاني التي عشقها مطربو الجزائر ورددوا بعضها أمثال الفنانة فضيلة التي غنت له «عايش من غير أمل في حبّك»..
كما قامت هيئة الاذاعة البريطانية سنة 1950 ببث برنامج خاص عن تجربته الفنية وسجلت له عديد الأغاني... كما سجلت له إذاعة صوت العرب بالقاهرة مجموعة من الأغاني عزفتها الفرقة المصرية، وكانت هذه الزيارة سنة 1953 بدعوة من المذيع المصري حسن إمام عمر الذي أجرى معه حوارا مطولا بالاذاعة.
ترك علي الرياحي ما لا يقل عن خمسمائة أغنية أخرى موزعة بين الجزائر والمغرب وليبيا ومصر واذاعة البي بي سي بلندن...
في تأليف الكلمات تعامل علي الرياحي مع عديد الشعراء لكن الثالوث الابرز تمثل في أحمد خير الدين وبلحسن العبدلي ورضا الخويني رفيق مشواره الاخير من سنة 1965 الى 1970 (سنة وفاته) وكتب له خمسة عشر أغنية عاطفية ووطنية في اعياد الجلاء والنصر والجمهورية كما كتب له أغنية سنة 1967 بعد الهجوم الاسرائيلي على فلسطين في 5 جوان سنة 1967.
حياة علي الرياحي التي عاشها ولم تتجاوز الثمانية والخمسين سنة بحساب الاعوام، امتدت الى أكثر من ذلك بكثير وقد خلدها في ألحانه واغنياته التي لا تمر مناسبة مهما كان نوعها دون ترديدها من قبل الاجيال التي جاءت بعده... حياة فنان الخضراء ورغم الكمّ الهائل من الاغنيات التي لحنها وغناها واطربت الاجيال تتلخص في مقطع من أغنية «قالتلي كلمة» هذا المقطع الذي يقول فيه:«أنا حياتي عبارة على حفلة... ما فمة كان انت زينتها» ببساطة هذه الكلمات وعمق معانيها... كانت حياة علي الرياحي عبارة عن حفل بهيج دائم وكانت الموسيقى زينتها... سيدي علي الذي نزل عنه الستار لآخر مرة على خشبة المسرح البلدي محتضرا وهو يردد أغنية «تكويت وما قلت أحيت ...» عاش للموسيقى كما كانت موهبته العصامية توجّهه نحو مسيرة خالدة ومات كما اشتهى وتمنّى على الركح...
المصدر: منتديات دريكيمو نات DRIKIMO.NET
hgtk hgj,ksd:ugd hgvdhpd:H,g lk H]og hghdrhu hghtvdrd ugn hg'f,u hgj,ksdm
via منتديات دريكيمو نات DRIKIMO.NET http://www.drikimo.net/showthread.php?t=10801&goto=newpost
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire